Sabtu, 29 Oktober 2011

نظرية المناسبة في القران

 
      النون والسين والباء: كلمة واحدة، قياسها اتصال شيء بشيء، والمناسبة في اللغة مأخوذة من التناسب وهو: التقارب والتناسق والمشاكلة والترابط والتعلّق والانسجام، يُقال: فلان يناسب فلاناً أي؛ يقرب منه ويشاكله، ومنه: النسيب وهو القريب المتصل كالأخوين وابن العم، ونحوه، ومنه: المناسبة في العلة من باب القياس، أي الوصف المقارب للحكم؛ لأنه إذا حصلت مقاربته له، ظُنَّ عند وجود ذلك الوصف وجود الحكم، ولهذا قيل: المناسبة أمر معقول إذا عُرِضَ على العقول تلقته بالقبول[1]. وقد ورد هذا اللفظ في القرآن العظيم بصِيَغٍ متعددة، في قوله تعالى: "وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا" [سورة الصافات، جزء من الآية: 158]. وقوله: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا" [سورة الفرقان، جزء من الآية: 54]. وقوله: "فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءلُونَ" [سورة المؤمنون، الآية: 101].
      المناسبة اصطلاحاً

      أ- علم تُعرَفُ منه علل ترتيب أجزاء القرآن[2]. وقولُه: "أجزاء القرآن" شامل للآية مع الآية، والحكم مع الحكم، والسورة مع السورة، والقصة مع القصة، وكل جزء من القرآن مع ما قارنه؛
      ب- أو هو: تَلَمُّسُ أوجه الترابط والانسجام في القرآن العظيم؛
      ج- أو هو: بيان وجه الارتباط بين الجملة والجملة في الآية الواحدة، أو بين الآية والآية في الآيات المتعدِّدة، أو بين السورة والسورة[3]؛

      د- أو هو: علم يُعرف منه ارتباط آي القرآن وسوره فيما بينها، حتى يَتَّحِدَ أول كل منها بآخره، في نسق معجز مؤلَّف من آيات وسور آخذٍ بعضُها بأعناق بعض، في بناء محكم مترابط؛
      ه- أو هو: علم عقليٌّ بَحْت، يَعتمِدُ على فهمٍ كامل للنسق القرآني، وتدبُّرٍ عميق للآيات وسور القرآن الكريم؛
      و- أو هو: علم يُؤَكِّدُ على الترابط والتلاحم الوثيق بين سور القرآن الكريم وآياته، من بدئه إلى نهايته؛
      ز- أو هو: علم النِّظَام، وهذا المصطلح أَطْلقَه عليه حميد الدين عبد الحميد الأنصاري الفراهي، حين قال: "ومرادنا بالنظام أن تكون السورة وحدة متكاملة، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة، وعلى هذا الأصل، ترى القرآن كله كلاماً واحداً، ذا مناسبة وترتيب في أجزائه من الأول إلى الآخر 
"[4].
      قال عنه الفخر الرازي: "أكثر لطائف القرآن مُودَعَةٌ في الترتيبات والروابط".
      وقال عنه السيوطي في معترك الأقران: "علم المناسبة علم شريف قَلَّ اعتناء المفسِّرين به لِدِقَّتِه".
      وقال عنه البقاعي في نظم الدرر: "وهو سِرُّ البلاغة؛ لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال، وتتوقَّف الإجازة فيه على معرفة مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك في معرفة المقصود من جميع جُمَلِها، فلذلك كان هذا العلم في غاية النَّفَاسَة، وكانت نسبتُه من علم التفسير كنسبة علم البيان من النحو".
      فالبِقاعِيُّ يجعل العِرفان بمقصود السورة أساسَ الإجادةِ في فقه تناسب القرآن الكريم من حيث العِرفانُ بعلل ترتيب أجزاء البيان القرآنيّ، بدْءاً من الكلمة في الجملة وانتهاءً بالسُّورة، وفي الوقت نفسه يعود ذلك بالنفع الجليل على معرفة المقصود من جمل السورة بفقه نظمها التركيبي 
.
      وهو بذلك منطَلِقٌ من القاعدة الكلية التي أرشده إليها شيخه "أبو الفضل المشداليّ المغربي" والتي نصَّ عليها في مفتتح تأويله سورة "الفاتحة" قائلا: "الأمر الكُلّي المفيدُ لعِرْفانِ مناسبَات الآياتِ في جميع القرآن هو أنّك تنظرُ إلى مراتبِ تلك المقدِّمات في القربِ والبعدِ من المطلوبِ وتنظرَ عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستبعثه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء العليل بدفع عناء الاستشرافِ إلى الوقوفِ عليْها فهذا هو الأمر الكلّيُّ المهيمن على حكم الربطِ بينَ جميعِ أجزاء القرآنِ، وإذا فعلته تبين لك إن شاء الله تعالى وجه النظم مفصلا بين كلّ آية وآية في كلّ سورة وسورة، والله الهادي 
"[5].
      وقال العِزُّ بن عبد السلام فيه: "المناسبة علم حسن، لكن يُشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متَّحِدٍ مرتبط أوله بآخره".
      موضوعُه
      هو أجزاء الشيء المطلوب علم مناسبته من حيث الوقوف على طرق الترتيب وعلله، يقول البقاعي: "وبهذا العلم يرسخ الإيمان في القلب ويتمكن من اللب؛ وذلك أنه يكشف أن للإعجاز طريقتين، إحداهما نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب؛
      والثانية: نظمها مع تاليتها بالنظر إلى الترتيب، والأول أقرب تناولاً وأسهل ذوقاً؛ فإن كل من سمع القرآن مـن ذكـي وغـبـي يـهـتــزُّ لمعانيه وتحصل له عند سماعه روعة بنشاط مع انبساط لا تحصل عند سماع غيره، ثم إذا عـبـر الفطن من ذلك إلى تأمُّل ربط كل جملة بما تلتْه وما تلاها خفي عليه وجه ذلك، ورأى أن الجمل متباعدة الأغراض متنائية المقاصد، فظن أنها متنافرة، فحصل له من القبض والكـــرب أضعاف ما حصل له بالسماع من الهزّ والبسط، ربما شككه ذلك وزلزل إيمانه، فإذا استعان بالله وأدام الطَّرْقَ لباب الفرج بإنعام التأمل وإظهار العجز والوقوف بأنه في الذروة من إحكام الربط كما كان في الأوج من حسن المعنى، فانفتح له ذلك الباب، ولاحَتْ له من ورائه بوارق أنوار تلك الأسرار، رَقَصَ الفكر منه طرباً وشاط لعظمة ذلك جنانُه، ورسخ من غير مرية إيمانُه 
".
      نِسْبَته
      نسبتُه من علم التفسير كنسبة علم المعاني والبيان من النحو فهو غاية العلوم 
[6].
      ثمرتُه
      الاطِّلَاع على الرتبة التي يستحقها الجزء بسبب تعلُّقِه بالكُلِّ، وارتباطه بما وراءه وما أمامه ارتباطاً كلُحمة النسب، بحيث تبدو أجزاء الكلام وقد أخذ بعضها بأعناق بعض، وتتوقَّف معرفته، وثمرته، والإجادة فيه على إدراك مقصود كل سورة في كل جملها القرآنية، ومن أجل ذلك كان هذا العلم في غاية النفاسة، يقول الشيخ أبو بكر النيسابوري: "إن إعجاز القرآن البلاغي لم  يرجع إلا إلى هذه المناسبات الخفية، والقوية بين آياته وسوره، حتى كأن القرآن كله كالكلمة الواحدة ترتيباً وتماسُكاً[7].
      ويقول الزمخشري في كشافه: "وهذا الاحتجاج وأساليبه العجيبة التي ورد عليها، مناد على نفسه بلسان ذلق، أنه ليس من كلام البشر، لمن عرف وأنصف من نفسه".    
      وقال في موضع آخَر: "فانظر إلى بلاغة هذا الكلام، وحسن نظمه، ومكانة أضماده، ورصافة تفسيره وأخذ بعضه بحجز بعض، كأنما أفرغ إفراغا واحدا، ولأمر ما أعجز القوى، وأخرس الشقاشق 
"[8].
      مَرْجِعُـــهُ
      مرجع المناسبة سواء أكانت بين أجزاء الآية، أم بين الآيات، أم بين السور إلى رابط ما سواء أكان هذا الرابط عاما أم خاصّاً، عقليّا أم حِسيّا أم خياليّا، ويجوز أن تَرجعَ المناسبة إلى التلازم بين أجزاء الآية أو الآيات أو السُّوَرِ، سواء أكان هذا التلازم ذهنيا، كالسبب والمسبب، والعلة والمعلول، والنظيريْن والضِّدَّين، ونحو ذلك، أم كان هذا التلازم خارجيّاً كالمرتب على ترتيب الوجود الواقع في باب الخبر[9]. فالقرآن كلُّه كما قَرَّر الرازي في تفسيره لسورة القيامة، كالسورة الواحدة لاتِّصال بعضه ببعض 
      أهميَّتُـــه
      علم يُعِين على جعل أجزاء الكلام وقد أخذ بعضها بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط بينها، ويصير تآلفها كحال البناء المحْكَم، المتلائم الأجزاء[11]. قال محمد رشيد رضا في تفسير المنار، ج: 2/445: "وقد خطر لي وجه، وهو الذي يَطَّرِدُ في أسلوب القرآن الخاص، في مزج مقاصد القرآن بعضها ببعض من عقائد وحكم ومواعظ وأحكام تعبدية ومدنية وغيرها، وهو نفي السَّآمة عن القارئ والسامع من طول النوع الواحد منها، وتجديد نشاطها ومنهجها 
".
      فـائدتُـــه
      إظهار الترابط والتناسق بين أجزاء الكلام، حتى تبدو السورة كلها كأنها آية واحدة، أو موضوع واحد ذو أجزاء متماسكة، وحتى يبدو القرآن كله كأنه سلسلة مكونة من عدَّة حلَقَات، كل حلقة آخذة بحجز أختها، على أشد ما يكون الأخذ، وإنَّ عدم مراعاة علم المناسبات بين السور أو الآيات، يُوقِعُ في بُعد عن المعنى حتى في الآية الواحدة، وهو ما حدث للعديد من أهل التفسير عند تعرُّضهم لتفـسير آية الأهــلة مثلاً، قال تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الاَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْـحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَاتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اِتَّقَى وَاتُوا الْبُيُوتَ مِنْ اَبْوَابِهَا" [سورة البقرة، الآية: 189]. جاء في سبب نزول صدر الآية: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الاَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْـحَجِّ"، عن ابن عباس قال: سأل الناس رسول الله  صلى الله عليه وسلم، عن الأهلة فنزلت هذه الآية، وقال أبو العالية: بلغنا أنهم قالوا: يا رسول الله، لِمَ خُلقت الأهلة؟ فأنزل الله: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ"، وقوله تعالى: "وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَاتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اِتَّقَى وَاتُوا الْبُيُوتَ مِنْ اَبْوَابِهَا" [سورة البقرة، جزء من الآية: 189]. قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بن أبي إسحق عن البراء قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أَتَوْا البيت من ظهره، فأنزل الله الآية 
      مكــانتُــه
      العلم بالمناسبات بين الآيات القرآنية في السورة الواحدة، وبين السور في الكتاب كلِّه، أمر ذو خطر عظيم، لما له من شأن كبير في الدلالة على تفسير النَّظْم الحكيم تفسيراً موضوعياً، باعتباره واحداً من أدقِّ العلوم وأجلِّها ولما يحتاج إليه من حِسٍّ عال، وتذوُّقٍ رفيع للأساليب والنظوم، ليس على مرتبة العلاقات اللفظية والمعاني، وإنما على ما فوقها من رُتب تلمس ما وراء النظم من هدايات ولطائف ومعايشة لجَوِّ التنزيل، بل إنه من فرط دقته، كثيراً ما يَرِدُ إلى ذهن المشتغِل به على صورة فيوضاتٍ وإشراقاتٍ تَهُزُّ الفكر هزّاً، وتمسُّ الروح مسّاً، لذلك بدت نسبته إلى علم التفسير كنسبة علم البيان إلى علم النحو، فهو علم يُعِين على إدراك مقاصد القرآن الحكيم، وتذوق نَظْمه الراقي، ومعرفة علل ترتيبه نزولياً ومصحفياً، ومطابقة المقال لما اقتضاه الحال، وبيان أوجه الاتصال بين السورة القرآنية وما سيقَتْ له وأوجه الاتصال بين السورة وما قبلها وما بعدها؛ وذلك أمر يحتِّمُه الاعتقاد الجازم بتنزيه كلام رب العالمين عن المشابهة ناهيك عن التناقض: "اَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا" [سورة النساء، الآية: 82]. من أجل ذلك كانت المناسبة علماً عزيزاً، قلّ اعتناء المفسرين به لدقته، واحتياجه إلى مزيد فكر وتأمل، كما كانت علماً شريفاً تحزر به العقول ويُعرف به قدر القائل فيما يقول 
      قِلَّـةُ الاهتمــام بهذا العِلــم
      لقد صرَّحَ الإِمام البقاعي بقِدَمِ علم المناسبات القرآنية، وانتشارِه بين الصحابة والتابعين واعتمادِهم إياه في فهم آي الكتاب الحكيم، فقال: "كان أفاضل السلف يعرفون هذا بما في سليقتهم من أفانين العربية ودقيق مناهج الفكر البشـرية، ولطيف أساليب النوازع العقلية، ثم تناقَصَ هذا العلم حتى انعجم على الناس، وصار إلى حَدِّ الغرابة كغيره من الفنون". ومع أن لهذا العلم الجليل فوائد غزيرة، إلا أنه لم يعتنِ به إلا القلائل من المفسّرين، يقول الزركشي رحمه الله: "وهذا النوع يُهملُه بعض المفسرين أو كثير منهم، وفوائده غزيرة".
      ونَقَلَ الزركشي أيضاً عن القاضي أبي بكر بن العربي في سراج المريدين، قوله: "ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة، متّسقة المعاني، منتظمة المباني، علم عظيم، لم يتعرّض له إلا عالِم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله عزّ وجلّ لنا فيه، أنّا لم نجد له حَمَلة، ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه، وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه"[14].
      وقال الشيخ أبو الحسن كمال الدين الشهراباني (تـ672هـ): "أول من أظهر ببغداد علم المناسبة ولم نكن سمعناه من غيره هو الشيخ الإمام أبو بكر النيسابوري (تـ342هـ)، وكان غزير العلم في الشريعة والأدب، وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه: "لم جُعلَتْ هذه الآية إلى جنب هذه؟ وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يُزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة 
"[15].
      أَبْرَزُ المؤلِّفِيــن في علــم المناسبــة
      في علم المناسبة نجد عشرات من التفاسير والبحوث والرسائل والأجزاء، مع نُدْرَتِهَا التي بحثت مسائل هذا العلم وفصَّلَتْ القول فيه 
.
      فها هو ابن العربي المالكي (تـ543هـ) يَزْعُمُ أنه كتب كتابا في مقاصد السور وتناسب الآيات والسور وعَرَضَهُ على الناس في زمانه، إذْ قال: رأيتُ الناس بَطَلَة لم يقبلوا عليه، ولم يهتموا له مع عظيم علمه وشرف معلومه، قال: "فلَمَّا رأيتُ ذلك الإعراضَ منهم أحرقتُه وجعلتُه بيني وبين الله جَلَّ وعَلا".
      وجاء في "أبجد العلوم" أن من القلائل الذين صنّفوا في هذا العلم، أبا جعفر إبراهيم بن الزبير الغرناطي الأندلسي (تـ708هـ) في كتاب سمّاه "البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن"، ثم جاء بعده كمال الدين بن الزملكاني (تـ727هـ)، صاحب "البرهان في إعجاز القرآن"، الذي اهتَمَّ اهتماماً كبيراً بالترتيب المصحفي وبَيَّنَ أسراره، فقال: "عند التأمل يظهر أن القرآن كلَّه كالكلمة الواحدة"، وأَفْرَدَ السيوطي (تـ911هـ) لهذا العلم كتابيْنِ أسماهما: "تناسق الدّرر في تناسب السور"، و"أسرار التنزيل 
"[16].
      كما كتب في علم المناسبات والمقاصد القرآنية كتاباً ثالثاً سمَّاه: "مراصد المطالع في المقاطع والمطالع" وخَصَّ النوع الثاني والستِّين من كتابه: "الإتقان في علوم القرآن" بالحديث عن مناسبات الآيات والسور ذكر فيه أغلب ما ذكره الزركشي في "البرهان"، وزاد عليه في الأمثلة.
      وقد اعتبر السيوطي مناسبة آيات القرآن وسوره، وارتباط بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة، وجهًا من وجوه إعجاز القرآن[17].
      وقال إن من فوائده: "جعل أجزاء الكلام بعضها آخذًا بأعناق بعض، فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حالته حال البِنَاء المحْكَمِ المتلائم الأجزاء"[18].
      وذكر في تعلّقات القرآن أربعة عشر نوعًا من أنواع المناسبات، نذكر منها: مناسبة ترتيب السور، وحكمة وضع كل سورة موضعها، ومناسبة اعتلاق فاتحة السورة بخاتمة التي قبلها، ومناسبة مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له، ومناسبة أول السورة لآخِرِها، ومناسبة ترتيب الآيات واعتلاق بعضها ببعض، ومناسبة أسماء السور لها.
      وذكر السيوطي مؤلّفًا آخَرَ أفرده برهان الدين البقاعي (تـ885هـ)، في كتاب سمّاه "نظم الدرر في تناسب الآي والسور"، قام فيه بجمع مناسبات السور والآيات مع ما تضمّنها من بيان جميع وجوه الإعجاز وأساليب البلاغة، وقد اشْتُهِر هذا الكتاب بكتاب المناسبات، وصفه صاحب كشف الظنون بقوله: "هو كتاب لم يسْبِقْهُ إليه أحد، جمع فيه من أسرار القرآن ما تتحَيَّرُ منه العقول"[19].
      وقد اتَّهَم البقاعيُّ أبا الحسن عليّ بن أحمد التّجيبي الحرالّي المغربي (تـ637هـ)، نزيل حماة بأنه قد أخذ كل ما في كتابه من "نظم الدُّرر"، يقول المناوي في الكواكب الدرية: 2/ 465، في ترجمة الحرالي "وصنف تفسيراً ملأه بحقائقه، ودقائق فكره، ونتائج قريحته، وأبدى فيه من مناسبات الآيات والسور ما يُبْهِرُ العقول، وتحار فيه الفحول، وهو رأس مال البقاعي، ولولاه ما راح ولا جاء، ولكنه لم يتم، ومن حيث وقف وقف حال البقاعي في مناسباته".
      ووجدنا الإمام الآلوسي رحمه الله يهتَمُّ في تفسيره في أثناء أول كل سورة ببيان المناسبة بين السورتيْن وكذلك فخر الدين الرازي رحمه الله، الذي أَكْثَرَ من التماس المناسبات في تفسيره، فقال في تفسير أواخر سورة البقرة: "ومَنْ تأَمَّل في لطائف نظم هذه السورة، وفي بدائع ترتيبها عَلِمَ أن القرآن كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشَرَفِ معانيه، فهو أيضا معجز بحسب ترتيبه ونظم آياته، ولعل الذين قالوا: إنه معجز بحسب أسلوبه، أرادوا ذلك، إلاَّ أني رأيت جمهور المفسرين مُعْرِضِين عن هذه اللطائف غير متنبهين لهذه الأمور، وليس الأمر في هذا الباب إلا كما قيل 
:
          والنجمُ تستصْغِـــــــرُ الأبصـــارُ رُؤْيَتَهُ          والذَّنْبُ للطَّرْفِ لا للنجمِ فــي الصِّغَرِ[20]

      كما تصدَّى ابن النقيب الحنفي في تفسيره لذكر المناسبات، وكذلك الشيخ محمد عبده رحمه الله كانت له عناية بعلم المناسبة في تفسير المنار، الذي جمعه وأتَمَّه رشيد رضا، أما الأستاذ سيد قطب رحمه الله، فقد أبدع في إبراز ألوانٍ من التناسق الفني في التصوير القرآني في كتابَيْه: "في ظلال القرآن"، و"التصوير الفني في القرآن"، وضَارَعَهُ الشيخ مصطفى المراغي رحمه الله، في تفسيره 
.
      أما الشيخ عبد الله محمد بن الصّدِّيق الغُمارِيّ، فقد أَفْرَدَ كتاباً خاصّاً عن المناسَبَةِ، أَسْمَاهُ: "جواهر البيان في تناسب سور القرآن"[21]. وكذلك الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله،  تكلَّم عن هذا العلم وعن أهميته وفوائده في كتابه: "التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن 
".
      كما نُوقِشَتْ رسالة جامعية بعنوان: "التناسب البياني في القرآن، دراسة في النظم المعنوي والصوتي" للدكتور أحمد أبو زيد، وهي أطروحة دكتوراه الدولة، نوقشت سنة 1990م، وطَبَعَتْها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، المغرب: 1992م.
      ونُوقشَتْ رسالة أُخرى لنَيْلِ الدكتوراه بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر، بعنوان: "المناسبات في ترتيب آيات القرآن وسُوَرِه"، للباحث د. محمد أحمد يوسف القاسم 
.
      وقد كتب شيخُنا الدكتور المُبَجَّل عبد الحكيم الأنيس في  نشأة علم المناسبات بحثاً مُحَكَّماً نُشِرَ في "مجلة الأحمدية" التي كانتْ تصدُر عن دار البحوث للدراسات الإسلامية، وإحياء التراث في دبي بالإمارات العربية المتحدة في العدد الحادي عشر، جمادى الأولى 1423هـ بعنوان: "أضواء على ظهور علم المناسبة القرآنية"، بَيَّنَ فيه أقول العلماء في نشأة هذا العلم، وخَلُصَ إلى أن أبا بكر النيسابوري الذي نُسِب إليه السَّبق إلى علم المناسبة القرآنية، ليس هو السابق إليه، وعَزَا الأخطاء الواقعة في نسبة هذا العلم إلى تصَرُّفِ السيوطي في كلام أبي الحسن الشهراباني، وتسَرُّعِ بعض المحقِّقين في إلصاق ترجمةٍ بأبي بكر النيسابوري على سبيل الجزم من غير دليل[22].
      كما سَطَّرَ الدكتور نور الدين عتر بَحْثاً في هذا الباب، بعنوان: "علم المناسبات وأهميته في تفسير القرآن الكريم"[23]. واقتفَى أثَرَهُ الدكتور إبراهيم بن سليمان آل هويمل، إِذْ بَيَّضَ بحثَهُ الموسوم ب: "علم المناسبات بين المانعين والمُجِيزين"[24].
      ومن العلماء المُحْدَثِينَ الذين بَيَّنُوا لطائف علم المناسبة ومزاياه الشيخ الزرقاني، إذ يقول: "إن القرآن تقرؤُه من أوله إلى آخِرِه، فإذا هو محكم السَّرد، دقيق السبك، متين الأسلوب، قوي الاتصال، آخذ بعضه برقاب بعض في سوره وآياته وجمله، يجري دم الإعجاز فيه كله من ألفه إلى يائه، كأنه سبيكة واحدة، ولا يكاد يوجد بين أجزائه تفكّك ولا تخاذل، كأنه حلقة مفْرَغَة، أو كأنه سمط وحيد وعقد فريد يأخذ بالأبصار، نُظِمت حروفه وكلماته، ونُسقتْ جمله وآياته، وجاء آخِرُه مساوقًا لأوله، وبدا أوله مواتيًا لآخره 
"[25].

      كما بَرَعَ الأستاذ مصطفى صادق الرافعي في وصف هذا العلم الجليل، قائلاً: "وبالجملة؛ فإن هذا الإعجاز في معاني القرآن وارتباطها أمر لا ريب فيه، وهو أبلغ في معناه الإلهي إذا انتبهت إلى أن السور لم تنزل على هذا الترتيب، فكان الأحرى أن لا تلتئم وأن لا يناسب بعضها بعضًا، وأن تذهب آياتها في الخلاف كل مذهب، ولكنه روح من أمر الله تفرّق معجزًا، فلمّا اجتمع له إعجاز آخَر، ليتذكّر أولو الألباب"[26].  

      أما الإمام عبد الحميد الفراهي فقد أشاد بهذا العلم المَاتِعِ الضروري في قوله: "وربما يحطّ عندك قدر خطيب مصقع أتى بفنون من البلاغة، وأثّر في النفوس بخلابة، بيانُه لمحض أنه ذُهل عن ربط الكلام فهام من وادٍ إلى واد، مع أنه معذور؛ لأنه ألقى خطبته ارتجالاً ولم يُعْمِلْ فيها النظر والروِيَّة، وما مؤاخذاتك لذلك الخطيب إلا؛ لأن الكلام البليغ لا يحتملُ سوء الترتيب، فإذا كان الأمر كذلك، أليس من الموقن بإعجاز القرآن أن يثبت حسن نظمه، وإحكام ترتيبه، وتناسق آياته وسُوَرِه؟[27].
------------------------------------------
 1.  ابن منظور: لسان العرب، مادة نسب، الفيروزابادي: القاموس المحيط، مادة نسب الزركشي، البرهان: 1/35، السيوطي، الإتقان: 2/108، السيوطي، معترك الأقران: 45- 59.
 2.  نظم الدرر للبقاعي: 1/6.
 3.  مباحث في علوم القرآن، لمَنَّاع القَطَّان، ص: 97،  مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: 22، ص: 97.
 4.  دلائل النظام للفراهي، ص: 75، الدائرة الحميدية ومكتبتها، الهند: 1388هـ.
 5.  نظم الدرر: 1/17 – 18.
 6.  مباحث في تفسير الموضوعي، د. مسلم: 60 -61.
 7.  ينظر: الفصل والوصل، للدكتور بسيوني عرفة، ص:39، مكتبة الرسالة، القاهرة.
 8.  الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، ج: 1، ص: 497، وج: 2، ص: 153، مطبعة مصطفى محمد، القاهرة.
 9.  البرهان: 1/35، الإتقان: 2/108.
 10.  التفسير الكبير، للرازي: 10/719، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: 2/1417هـ - 1997م.
 11.  البرهان: 1/36، الإتقان: 2/108.
 12.  البرهان: 1/37، السيوطي الإتقان: 2/108 و138، أسرار ترتيب القرآن: 30، النبأ العظيم: 160.
 13.  الزركشي، البرهان: 1/35.
 14.  البرهان في علوم القرآن، لبدر الدين الزركشي: 1/62.
 15.  البرهان: 1/36.
 16.  أبجد العلوم، لصديق القنوجي، المجلد الثاني، باب علم معرفة مناسبات الآيات والسور.
 17.  معترك الأقران في إعجاز القرآن، لجلال الدين السيوطي، ص 43.
 18.  المصدر السابق، ص: 45.
 19.  الإتقان في علوم القرآن، لجلال الدين السيوطي: 3/288.
 20.  تفسير الرازي: 4/140
 21.  طُبِعَ ط: 1، بالقاهرة، والثانية بعالم الكتب، بيروت، عام: 1986م.
 22.  ينظر المجلة الأحمدية، عدد: 11، ص: 59-60.
 23.  نُشِرَ في مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، العدد: 11/1416ه-1995م.
 24.  نُشرَ في مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد: 25، المحَرَّم 1420ه.
 25.  مناهل العرفان، لمحمد عبد العظيم الزرقاني: 1/53.
 26.  إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، لمصطفى صادق الرافعي، ص: 244.
 27.  دلائل النظام، عبد الحميد الفراهي، ص: 39.

Rabu, 26 Oktober 2011

التربية الإسلامية


اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب بحيث يصبحون نافعين لدينهم ومجتمعهم.

ويعتبر دور الأم فى هذا المجال ( التربيه الاسلاميه ) دورًا مؤثرًا وخطيرًا؛ لأنها تلازم طفلها منذ الولادة إلى أن يشب ويترعرع ويصبح رجلا يعتمد على نفسه، وهذه المسؤولية كبيرة وشاقة على الأم، ولكنها قادرة عليها بما وهبها الله من عزيمة وصبر وحنان على أبنائها.

وقد دعا القرآن الكريم إلى العناية بالأبناء، فقال تعالى: (يُوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُمْ) [النساء: 11]، وقال: (يَا أيُّهَا الّذِين آمَنُوا قُوا أَنفسَكُمْ وأَهْليكُمْ نارًا وقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ) [التحريم: 6]، وقال: (وَأْمُرْ أَمُر أَهْلَكَ بالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132]، كما أكد الرسول ( على أهمية تأديب الطفل وتربيته (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع) [أبو داود].

وقد قص القرآن الكريم الكثير من صور التأديب والاهتمام بالولد مثل وصية لقمان لابنه.
وعلى الأم أن تعمل على تربية طفلها إيمانيَّا واجتماعيَّا، وأن تعمل على تأديبه بآداب الإسلام.
التربية الإيمانية : بما يعنى تقوية علاقة الطفل بربه، وبحيث يملأ الإيمان قلبه. ومما يساعد على ذلك:
استحباب التأذين فى أذن المولود اليمنى، والإقامة فى أذنه اليسرى.
ذلك حتى تكون كلمة التوحيد، وشعار الدخول فى الإسلام أول ما يقرع سمع الطفل، وأول ما ينطلق بها لسانه.
- على الأم أن تردد على مسامعه دائمًا كلمات الله، وتسمعه آيات من القرآن الكريم، فالطفل وإن كان لا يعقل ما يسمعه إلا أنه يشعر بالاطمئنان والسكينة.
- على الأم أن تساعد طفلها على التفرقة بين الحلال والحرام، حتى ينشأ على الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
- تشجعه على الصلاة وتحفزه على أدائها.
- كذلك عليها أن تشجعه على حفظ القرآن الكريم وتلاوته ؛ حتى يتقوم لسانه، وتسمو روحه، ويخشع قلبه، ويرسخ فى نفسه الإيمان واليقين.
- تبذر فى قلبه بذور الحب لله ورسوله ( وصحابته -رضوان الله عليهم-.
- تفهمه أن الله خالق هذا الكون وصانعه، وأن عليه أن يطيعه ويشكره.
- إذا وصل الطفل إلى سن السابعة فعليها أن تأمره بالصلاة.. روى عن رسول الله ( أنه قال: (مروا الصبى بالصلاة إذا بلغ سبع سنين) [أبو داود].
- أن تدربه على الصوم بأن تجعله يصوم ساعة أو ساعتين أو بعضًا من اليوم حتى يطيق الصوم فى الكبر، وينشأ على طاعة الله والقيام بحقه، والشكر له. عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ قالت: أرسل رسول الله ( صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (من كان أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرًا، فليتم بَقِيَّة يومه). فكنا نصومه بعد ذلك ونُصَوِّم صبياننا الصغار منهم -إن شاء الله- ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللُّعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه إياه عند الإفطار. [متفق عليه].
كذلك على الأم أن تؤدب ولدها على حب رسول الله (، وحب آل بيته وتلاوة القرآن الكريم.. لما روى عن النبى ( أنه قال: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن فى ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله) [الديلمي].
ويمكن للأم أن تنتهز أية فرصة لتشرح له قدرة الله عز وجل، وتتدرج معه من المحسوس إلى المعقول، ومن الجزئي إلى الكلى، ومن البسيط إلى المركب ؛ حتى تصل معه فى نهاية الشوط إلى قضية الإيمان عن اقتناع وبرهان.
- وعليها أن تغرس فى نفسه روح الخشوع والتقوى والعبودية لله رب العالمين.
الآداب الإسلامية:
- على الأم أن تحرص على تعليم ولدها الآداب الإسلامية إذا بلغ سن السادسة، حتى يتعود عليها. كأن تعلمه بأن يسمى الله عند الأكل، وأن يأكل بيمينه، ومما يليه. قال رسول الله ( (يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) [مسلم]، وقال رسول الله ( أيضًا: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسى أن يذكر اسم الله تعالى فى أوله فليقل: (باسم الله أولَه وآخرَه).
[أبو داود والترمذي].
- على الأم أن تغرس فى طفلها الصدق والإخلاص، وذلك عن طريق الوفاء بالوعود التي تعطيها له، وأن تكون قدوة له دائمًا.
- على الأم أن تعلم طفلها ألا يكون منافقًا، مع توضيح علامات المنافق التي ذكرت فى حديث رسول الله (: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)
[متفق عليه].
- أن تعلمه آداب العطس.. قال (: (إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته) [الحاكم والبيهقى]. وقال (: (إذا عطس أحدكم: فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه -أو صاحبه-: يرحمك الله. فإذا قال يرحمك الله، فليقل: يهديكُم الله ويصلح بالكُم) [البخاري والترمذي].
- على الأم أن تحثه دائمًا وتذكره أن يقول: (الحمد لله ) عند الانتهاء من أى عمل يقوم به. قال (: (إن خير عباد الله يوم القيامة الحمادون) [أحمد].
- وعليها أن تؤكد له دائمًا أن المسلم ليس شتامًا ولا لعانًا.. قال (: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) [متفق عليه]. وقال (: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي].
وعليها أن تعلمه أن حق المسلم على المسلم خمس.. قال (: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) [متفق عليه].
وتحرص الأم حرصًا شديدًا على مشاركة ولدها - دون تدخل واضح - فى اختيار أصدقائه لما لهم من تأثير كبير على شخصية طفلها.. قال رسول الله (: (مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كمثل حامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك (يعطيك)، أو تشترى منه، أو تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحًا خبيثة منتة) [البخاري]. وقال (: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) [أبو داود، الترمذي، أحمد].
وتنبه ولدها إلى آداب الصداقة، فيسلم على صديقه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويشمته إذا عطس، ويعينه فى وقت الشدة، ويجيبه إذا دعاه، ويهنئه فى المناسبات السارة
وعليها أن تحرص دائمًا على أن تؤكد لطفلها أن لوالديه عليه حقوقًا، فعليه أن يحترمهما ويقدرهما ويحسن إليهما، فرضاهما من رضا الله سبحانه وتعالى، قال جل شأنه فى كتابه الكريم: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا} [الإسراء: 24].
وعلى الأم أن تحرك فى أعماق طفلها عاطفة القرابة، وتشجعه على صلة الرحم، لتنمو فى نفسه محبة من تربطه وإياهم رابطة النسب حتى إذا بلغ سن الرشد قام بواجب العطف والإحسان لهم، وتستطيع أن تطبق ذلك بصورة عملية فتأخذ طفلها معها عند زيارتها - مع محرم - لمن يرتبطون بهم بصلة قرابة، فيتعود الطفل هذا السلوك الإسلامى، قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربي واليتامي والمساكين والجار ذي القربي} [النساء: 36].
وعليها أن تشرح له أن عليه حقوقًا لجيرانه، يعاملهم بإحسان، ولا يؤذيهم، بل يحميهم ممن يتعرض لهم بسوء.. قال رسول الله (: (والله لا يؤمن،والله لا يؤمن). قيل: من يا رسول الله؟ قال : (الذى لا يأمن جاره بوائقه (شروره) [متفق عليه].
وعلى الأم أن تنبه ولدها إلى احترام معلمه، وتوقيره، وأن ذله لمعلمه عز ،وتواضعه له رفعة.. قال رسول الله (: (ليس من أمتى من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه) [أحمد].
وعلى الأم أن تعلم طفلها منذ الصغر آداب الاستئذان، حتى لا يدخل بيت أحد بغير إذن صاحبه، مع تعليمه أن يستأذن ثلاث مرات قبل الدخول، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتي تسأنسوا وتسلموا علي أهلها} [النور: 27] وقوله: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم علي بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم} [النور: 58].
وعليها أن تعلمه كيفية قضاء حاجته، وذلك فى الأماكن المخصصة، وعليها أن تعلمه بأن يدخل تلك الأماكن برجله اليسرى مع التزام ذكر دعاء الدخول، وهو كما قال رسول الله (: (بسم الله، اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث) [متفق عليه].
وعليها أن تعلمه تحية الإسلام " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
وعلى الأم أن تنفره من الكذب والكذابين، قال (: (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، والفجور يهدى إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا)[متفق عليه]. وفى المقابل تحثه على الصدق، وتذكر له أنه خلق طيب أمر به الإسلام.. قال (: (إن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا)
[متفق عليه].
- عليها أن تعلمه أن الحياء خلق طيب من أخلاق الإسلام، قال (: (إن لكل دين خلقًا، وإن خلق الإسلام الحياء) [ابن ماجه].
- وعليها أن تغرس فى قلبه الرحمة على الفقراء والمساكين حتى يلين قلبه.. قال (: (إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم ) [أحمد].
تربـية الذوق: وتربية الذوق وتنميته فى نفوس أطفالنا أمر مطلوب، لذلك فإن على الأم أن تحرص على تدريب طفلها على تذوق الجمال، مع تعويده على المحافظة على بقاء الأشياء الجميلة، فلا يتلف المزروعات، ولا يقطف الأزهار من الحدائق، ومن المستحب أن تكلف الأم طفلها برعاية بعض النباتات الموجودة فى البيت كنباتات الزينة مثلا، وتعلمه كيفية ترتيب حجرته، وتنظيم حاجاته، حتى يتعود على تذوق الجمال منذ صغره.
- ومن الذوق أيضًا أن تعلمه أصول الخطاب مع الغير، ومراعاة عدم جرح مشاعر الآخرين، ومعاملة الناس باحترام ولباقة، مع اختيار الألفاظ المهذبة، وخفض الصوت، وعدم رفعه، خاصة مع من يكبرونه فى السن والمقام.
- قال رسول الله (: (ما أكرم شاب شيخًا لسنه، إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) [الترمذي]، وورد عن رسول الله (: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا) [الترمذي].
- وعلى الأم كذلك أن توضح لطفلها أن العيب كل العيب أن يهزأ من الكبير، أو يسخر منه أو يسىء الأدب معه.
- وزيادة فى تعويد الطفل على احترام الكبير، فيستحب له تقبيل يد الكبير خاصة الوالدين والجدين حتى ينشأ الولد على التواضع والاحترام وإنزال الناس منازلهم، بشرط ألا يغالى فى ذلك ولا يزيد فى الاحترام عن الحد الذى أمر به الشرع الحنيف كالانحناء أثناء القيام أو الركوع أثناء التقبيل.
التربـية الاجتماعية:
- على الأم أن تسعى جاهدة لتعليم طفلها منذ نشأته التزام الآداب الاجتماعية الفاضلة المستقاة من ديننا الإسلامى الحنيف حتى يستطيع الطفل في المستقبل الالتزام بها دون أن يشعر أنها تشكل عبئًا عليه، كذلك فإن قيام الأم بهذا الدور على وجهه الصحيح، يسهم فى إقامة مجتمع إسلامى تقوم دعائمه على الأخلاق والقيم الإسلامية الرفيعة.
- لذلك فإن على الأم أن تعلم طفلها الأخوة، والحب فى الله... قال تعالى: إنما المؤمنون إخوة [الحجرات: 10]، وقال (: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه، التقوى هاهنا) (ثلاث مرات) ويشير إلى صدره [الترمذي]. وقال (: (مثل المؤمنين فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) [مسلم].

- وعليها أن تعلمه الإيثار، وهو: أن يفضل غيره على نفسه فى الخيرات، ويمكنها أن تدربه على ذلك بأن تعطيه شيئًا يحبه حبًا شديدًا، وتطلب منه برفق وحنان أن يعطيه لأخيه، فيتعود منذ الصغر على هذه العادة الإسلامية السامية.. قال تعالى: {ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
- وعلى الأم أن تعلم طفلها التسامح والعفو عند المقدرة، فإذا اعتدى عليه أحد الأطفال، تطلب منه الأم أن يسامحه ،وأن يعفو عنه، لأن الله سبحانه وتعالى يحب العافين عن الناس.. قال تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 134].
- وعليها أن تعلمه الشجاعة والجرأة وقول كلمة الحق، ويمكنها أن تطبق ذلك بطريقة عملية، فإذا أخطأت، وأدرك الطفل ذلك فنبهها إلى الخطأ، فلا تعنفه أو تعاقبه على جرأته، بل تشجعه على ذلك بأن تقول له: نعم أخطأت ولن أكرر ذلك مرة ثانية. فينشأ الطفل جريئًا شجاعًا، لا يسكت عن الحق فى المستقبل، لأنه تعود عليه منذ الصغر.

التربـية الجنسية:
على الأم أن تعمل على:
- تصحيح المعلومات والأفكار والاتجاهات الخاطئة نحو بعض أنماط السلوك الجنسى الشائع.
- تربية الأطفال على ستر عوراتهم حتى يتربوا على الحياء والحشمة.
- تنمية الضمير الحى فيما يتعلق بأى سلوك جنسى يقوم به الطفل بحيث لا يقوم إلا بما يشعره باحترامه لذاته.
- التفرقة بين الأبناء والبنات فى المضاجع إذا ما بلغوا عشر سنين.. فقد ورد عن النبى ( أنه قال: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع) [أبو داود وأحمد].

STUDI TAFSIR SYI’AH


A. Pendahuluan
Al-Quran adalah adalah sebuah kitab suci yang kaya makna. Hal ini dibuktikan bahwa setiap orang bias memaknai al-Quran dengan berbeda, sesuai latar belakang social dan latar belakang pengetahuannya. Pantas saja jika Abdullah Darraz men-tamsilkan al-Qur’an ibarat permata yang setiap sudutnya memancarkan cahaya.[1] Begitu juga al-Qur’an, setiap sudutnya memancarkan makna yang demikian mendalam, jika hal tersebut dikorelasikan dengan tradisi penafsiran al-Qur’an kontemporer (dalam hal ini hermeneutika, yang selalu menyatukan antara teks dan realitas) maka wajar saja jika hal tersebut terjadi. Karena setiap mufassir selalu membawa latar belakang yang berbeda. Akibatnya, al-Qur’an pun ditafsirkan dengan corak dan ragam yang berbeda-beda pula.
Keragaman penafsiran al-Qur’an yang berbeda-beda tersebut semakin mendapat tempatnya pada periode pertengahan (merujuk periodisasi madzhab-madzhab tafsir Abdul Mustaqim[2]. Pada periode ini, berbagai cabang keilmuan Islam, juga ideologi yang berkembang di dunia Islam, turut memberi warna dalam tradisi penafsiran al-Qur’an. Sehingga melahirkan beberapa corak penafsiran yang berbeda-beda. Di antaranya tafsir corak fiqih, teologis, sufistik, falsafi, dan ‘ilmi[3].
Di antara gemuruh corak penafsiran di atas, muncul sebuah corak penafsiran yang unik. Unik karena penafsiran ini sama sekali tidak dipengaruhi cabang keilmuan apapun. Corak penafsiran ini hanya dipengaruhi oleh salah satu aliran dalam dunia Islam, yaitu aliran Syi’ah. Aliran yang merupakan rival utama dunia Sunni ini banyak memberikan kontribusi yang berarti dalam tradisi penafsiran di dunia Islam. Dari kalangan ini, telah bermunculan banyak kitab tafsir
Dalam tulisan ini, akan dikaji banyak hal tentang tafsir Syi’ah. Mulai dari pengertian, latar belakang kemunculan, corak dan metodologi yang dipakai, tokoh-tokoh dan karya-karyanya, kelebihan dan kekurangan, serta sekilas contoh penafsiran ulama Syi’ah terhadap al-Qur’an. Paling tidak, tulisan ini mampu membuka mata kita lebar-lebar, bahwa ternyata kalangan Syi’ah pun cukup memberikan apresiasi yang berarti dalam tradisi penafsiran al-Qur’an di dunia Islam, seperti terjadi di kalangan Sunni.
  1. B. Pengertian Tafsir Syiah
Sebelum memberikan definisi mengenai tafsir Syiah, perlu kita perhatikan dulu dua term, yaitu tafsir dan Syiah. Dalam beberapa literature ilmu-ilmu Al-Quran, tafsir bisa disimpulkan sebagai upaya seorang mufassir dalam memaknai dan menjelaskan makna Al-Quran. Diantaranya Muhammad Husain Adz-Dzahabi mengatakan bahwa tafsir yaitu ilmu yang membahas tentang maksud Allah SWT sesuai dengan kemampuan mufassir yang mencakup segala sesuatu tentang pemahaman terhadap makna dan penjelasan terhadap maksud ayat[4].
Sedangkan Syi’ah secara bahasa adalah pengikut, pendukung, partai, atau kelompok. Menurut istilah adalah kaum muslim yang dalam bidang spiritual dan keagamaan merujuk pada keturunan Nabi Muhammad saw. atau yang disebut sebagai ahl al-bait. Dalam bahasa mudahnya, dan hal ini lazim dikenal di dunia Islam, Syi’ah adalah aliran dalam teologi Islam yang memihak dan sangat memuliakan Ali beserta keluarganya[5].Bahkan Muhammad Husain al-Dzahabi menyebut Syi’ah sebagai kelompok yang mengagungkan Ali beserta keluarganya. Sampai-sampai disebutkan bahwa Ali adalah imam setelah Rasulullah, dan orang yang berhak mewarisi kekhalifahan[6].
Selanjutnya, dalam tubuh kelompok Syi’ah sendiri ada dua aliran. Muhammad Ali al-Shabuni menyebutkan, ada kelompok Syi’ah yang terlalu fanatik, sehingga mereka sampai terjerumus pada kekufuran dan kesesatan. Sampai-sampai Ali bin Abi Thalib sendiri membenci mereka. Tokoh utamanya adalah Ibnu Saba,’ keturunan Yahudi. Di samping itu, ada juga kelompok Syi’ah yang moderat. Mereka tidak sampai terjerumus pada kekufuran dan kesesatan, walaupun mereka tetap saja menentang kaum Sunni[7].
Dari sini bisa disimpulkan, bahwa tafsir Syi’ah adalah tafsir al-Qur’an yang muncul dari kalangan Syi’ah yang banyak memakai pendekatan simbolik, yaitu mengkaji aspek batin al-Qur’an[8]. Lebih lanjut kalangan Syi’ah menyebutkan, bahwa aspek batin al-Qur’an bahkan dipandang lebih kaya daripada aspek lahirnya[9].
  1. C. Latar Belakang Kemunculan Tafsir Syi’ah
Untuk melihat kapan pastinya tafsir Syi’ah muncul di dunia Islam, perlu kiranya diperhatikan faktor yang menyebabkan timbulnya tafsir di kalangan ini. Dalam bahasa Ignaz Goldziher, kita harus mempertanyakan apa tujuan yang ingin dicapai oleh penganut sekte Syi’ah dengan memasukkan kepentingan sekte keagamaan serta prinsip-prinsip dasar mereka ke dalam penafsiran al-Qur’an?[10]. Selanjutnya Goldziher menyebutkan bahwa sebenarnya mereka mencari justifikasi dari al-Qur’an untuk melakukan penolakan terhadap kepemimpinan Ahlu Sunnah, dengan melakukan rongrongan atas kekhalifahan di bawah kekuasaan Dinasti Umayah dan Dinasti Abbasiyah, kemudian melontarkan gagasan kesucian atas diri sahabat Ali serta para imam[11].
Dari sini penulis melihat, sebenarnya upaya penafsiran (baca: pencarian justifikasi) al-Qur’an sudah dilakukan sejak zaman Ali. Dan momentumnya terjadi pada zaman Dinasti Umayah dan Dinasti Abbasiyyah. Pada masa tersebut golongan Syi’ah mendapat tekanan begitu besar dari penguasa waktu itu. Sehingga penafsiran mereka pun lebih banyak pada upaya-upaya apologetik dari kekuasaan dan pengaruh penguasa. Dimana, perseturuan antara golongan Syi’ah dengan pihak penguasa sebenarnya lebih banyak disebabkan oleh permasalahan teologis dan politik.
Memperkuat argumentasi di atas, Rosihon Anwar bahkan berani menyebutkan, bahwa tafsir Syi’ah muncul dengan tujuan memperkuat (melegitimasi) doktrin teologis mereka, terutama doktrin imamah[12]. Hal ini diperkuat dengan bukti-bukti sebagai berikut :
Pertama, menurut Imam al-Dzahabi, tafsir simbolik (dalam hal ini tafsir Syi’ah) muncul pertama kali di kalangan Syi’ah ketika Syi’ah Isma’illiyah muncul, yakni setelah wafatnya Imam Ja’far Shadiq pada tahun 147 H. Adapun doktrin imamah muncul sebelum Ja’far meninggal. Bahkan, ada yang mengatakan, doktrin imamah muncul semenjak Syi’ah Zaidiyyah, aliran Syi’ah yang muncul terlebih dahulu.
Kedua, menurut para teolog muslim, benih-benih doktrin teologis Syi’ah dimunculkan oleh Abdullah bin Saba.’ Beliau menebar benih-benih ini mendapat inspirasi dari ajaran Kristen dan Yahudi. Di antaranya adalah doktrin imamah. Dan perlu diketahui, Ibnu Saba’ hidup pada masa pemerintahan Utsman dan Ali[13].
Selanjutnya Rosihon menyimpulkan, bahwa tafsir Syi’ah muncul setelah kemunculan doktrin imamah, dan kemunculannya dipicu oleh doktrin ini. Dalam arti tafsir Syi’ah digunakan sebagai alat untuk mencari justifikasi bagi doktrin imamah[14]. Lebih rigidnya, tafsir Syi’ah muncul bertepatan dengan kemunculan Syi’ah Ismailliyah (147 H). Kemunculan tafsir ini terjadi setelah munculnya doktrin imamah yang muncul bertepatan dengan kemunculan Syi’ah Zaidiyyah[15].
Jika demikian, benar bahwa tafsir Syi’ah muncul sejak zaman pemerintahan Ali, bahkan lebih jauh lagi sejak pemerintahan Utsman. Kemunculannya lebih banyak dipicu oleh kepentingan teologis (atau bahkan politis?) untuk mencari justifikasi doktrin Syi’ah, terutama masalah imamah.
  1. D. Tokoh-tokoh Tafsir Syiah dan Karya-karyanya
Prof. Dr. Abubakar Aceh menganggap Ali bin Abi Thalib sebagai ahli tafsir pertama dari kalangan Syi’ah, karena memang beliau diklaim sebagai imam Syi’ah, pewaris utama Rasulullah. Tidak itu saja, beliau juga dianggap sebagai ahli tafsir pertama di dunia Sunni[16]. Selanjutnya, muncul Ubay bin Ka’ab (w. 30 H) dan Abdullah bin Abbas (w. 68 H). Abdullah bin Abbas, yang biasa dipanggil dengan Ibnu Abbas memiliki karya tafsir, yaitu Tafsir Ibnu Abbas. Tafsir ini sering digunakan di dunia Syi’ah. Kedua tokoh ini disebut oleh Imam al-Suyuthi, dalam kitab al-Itqan, sebagai sepuluh ahli tafsir dari sahabat kurun pertama[17].
Adapun dari kalangan tabi’in, di antaranya Maisam bin Yahya al-Tamanar (w. 60 H), Sa’id bin Zubair (w. 94 H), Abu Saleh Miran (w. akhir abad I H), Thaus al-Yamani (w. 106 H), Imam Muhammad al-Baqir (w. 114 H), Jabir bin Yazid al-Ju’fi (w. 127 H), dan Suda al-Kabir (w. 127 H). Yang terakhir sebenarnya bukan ulama dari kalangan Syi’ah. Tetapi beliau sangat menguasai seluk-beluk tentang Syi’ah.
Selanjutnya, ahli tafsir Syi’ah secara umum, dalam arti bukan hanya dari kalangan Syi’ah (insider) tapi juga dari luar Syi’ah (outsider), di antaranya Abu Hamzah al-Samali (w. 150 H), Abu Junadah al-Saluli (w. pertengahan abad 2 H), Abu Ali al-Hariri (w. pertengahan abad 2 H), Abu Alim bin Faddal (w. akhir abad 2 H), Abu Thalib bin Shalat (w. akhir abad 2 H), Muhammad bin Khalil al-Barqi (w. akhir abad 2 H), Abu Utsman al-Mazani 9w. 248 H), Ahmad bin Asadi (w. 573 H), Al-Fattal al-Syirazi (w. 984 H), Jawad bin Hasan al-Balaghi (w. 1302 H), dan lain-lain.
Ada juga ulama yang menulis tafsir dengan topik-topik tertentu, seperti al-Jazairi (w. 1151 H) dalam bidang hukum, al-Kasai (w. 182 H) tentang ayat-ayat mutasyabihat, Abul Hasan al-Adawi al-Syamsyathi (w. awal abad IV H) menulis tentang gharib al-Qur’an, Muhammad bin Khalid al-Barqi (w. akhir abad 2 H) menulis tentang asbab al-nuzul, Suduq bin Babuwih al-Qummi (w. 381 H) tentang nasikh-mansukh, dan Ibnu al-Mutsanir (w. 206 H) menulis tentang majaz[18].
Sementara itu, Ignaz Goldziher menganggap Imam al-Jabir al-Ju’fi (w. 128 H/745 M) sebagai ulama yang pertama kali meletakkan dasar-dasar madzhab Syi’ah. Beliau menulis kitab tafsir. Sayang kitab tersebut tidak sampai kepada kita, kecuali melalui cerita sepotong-sepotong. Selanjutnya, Goldziher hanya mampu menyebutkan kitab tafsir Syi’ah sejak abad ketiga hijriyah. Di antaranya, yang paling tua adalah kitab Bayan al-Sa’adat fi Maqam al-Ibadah karya al-Sulthan Muhammad bin Hajar al-Bajakhti. Kitab ini dirampungkan pada tahun 311 H/923 M. Pada abad keempat hijriyah muncul karya tafsir Abu al-Hasan Ali bin Ibrahim al-Qummi. Sejak saat itulah, menurut Goldziher, bermunculan produk-produk tafsir dari kalangan Syi’ah. Salah satunya dalah kitab tafsir yang memiliki pembahasan panjang dan terdiri dari 20 bagian karya ulama besar Syi’ah, Abu Ja’far al-Thusi (w. 460 H/1068 M)[19]
Kemudian, Muhammad Husain al-Dzahabi menyebutkan beberapa karya tafsir Syi’ah secara lebih gamblang. Dari kalangan Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyara di antaranya tafsir karya al-Hasan al-‘Askari (w. 254 H), tafsir Muhammad bin Mas’ud bin Muhammad bin ‘Iyasy al-Silmi al-Kufi (w. abad III H), tafsir ‘Ali bin Ibrahim al-Qummi (w. awal abad IV H), al-Tibyan karya Abu Ja’far Muhammad bin al-Hasan bin ‘Ali al-Thusi (w. 460 H), Majma’ al-Bayan karya Abu Ali al-Fadlal bin al-Hasan al-Thabrasi (w. 538 H), al-Shafi karya Mala Muhsin al-Kasyi, Mir-at al-Anwar wa Misykat al-Asrar karya Abdul Lathif al-Kazirani, Tafsir al-Qur’an karya Abdullah bin Muhammad Ridla al’Alawi (w. 1242 H), Bayan al-Sa’adah fi Maqamat al-‘Ibadah karya Sulthan bin Muhammad bin Haidar al-Khurasani (w. abad XIV H), dan Ala-u al-Rahman fi Tafsir al-Qur’an karya Muhammad Jawad bin Hasan al-Najafi (w. 1352 H).
Dari kalangan Syi’ah Imamiyah, Isma’iliyah atau Bathiniyah, baik Mutaqadimin maupun Mutaakhirin, Imam al-Dzahabi tidak menyebutkan secara jelas karya tafsir yang muncul. Begitu juga dari kalangan Syi’ah Babiyah dan Bahaiyah. Karena memang dari tiga aliran Syi’ah ini tidak banyak kitab tafsir yang dijumpai, disebabkan ulama dari kalangan ini tidak memfokuskan diri mengarang kitab tafsir.
Selanjutnya, dari kalangan Syi’ah Zaidiyah ada beberapa karya tafsir. Di antaranya Gharib al-Qur’an karya Imam Zaid bin Ali, al-Tahdzib karya Muhsin bin Muhammad bin Karamah al-Zaidi (w. 464 H), al-Taisir fi al-Tafsir karya Hasan bin Muhammad al-Nahawi al-Zaidi (w. 791 H), tafsir Ibn al-Aqdlam, Tafsir Ayat al-Ahkam karya Hasan bin Ahmad al-Najari, Muntaha al-Maram karya Muhammad bin al-Hasan bin al-Qasim, dan Fath al-Qadir karya al-Syaukani (w. 1250 H).[20]
  1. E. Corak dan Metode Tafsir Syiah
Merujuk pada kajian yang dilakukan Rosihon Anwar[21], secara umum, corak tafsir Syi’ah adalah tafsir simbolik (menekankan pada aspek batin al-Qur’an)[22]. Dalam khazanah Ulum al-Qur’an, tafsir seperti ini biasa dikenal dengan tafsir bathini. Al-Dzahabi menyebut tafsir simbolik dengan ungkapan al-tafsir al-ramzi, sedangkan Habil Dabashi menggunakan istilah tafsir esoterik[23]. Kalangan Syi’ah lebih menekankan penafsirannya pada aspek batin al-Qur’an. Pengklasifikasian al-Qur’an menjadi dua bagian, aspek lahir dan aspek batin, merupakan prinsip terpenting dalam penafsiran Syi’ah, terutama Syi’ah Imamiyah. Bahkan, aspek batin dianggap mereka sebagai aspek yang lebih kaya daripada aspek lahir.
Adapun metode yang dipakai kalangan Syi’ah dalam menafsirkan al-Qur’an, beragam. Setiap aliran dalam Syi’ah berbeda metodenya dalam menafsirkan al-Qur’an. Tapi secara umum, seperti dikemukakan Rosihon Anwar, metode yang umum dipakai kalangan Syi’ah, yang banyak memakai pendekatan tafsir esoterisme-sentris, adalah metode takwil[24].Dan perlu diketahui, dalam Syi’ah ada beberapa macam aliran. Imam al-Dzahabi membaginya ke dalam dua aliran, yaitu Zaidiyah dan Imamiyah. Aliran Imamiyah terdiri dari Imamiyah Itsna ‘Asyariyah dan Imamiyah Isma’iliyah. Kemudian, Imamiyah Isma’iliyah memiliki tujuh sebutan, yaitu Isma’iliyah, Bathiniyah, Qaramithah, Haramiyah, Sab’iyah, Babikiyah atau Khurmiyah, dan Muhmirah[25]. Setiap aliran tersebut memiliki metode tafsir khasnya masing-masing.
Selanjutnya kita bahas metode tafsir al-Qur’an masing-masing aliran di atas. Setidaknya, pembahasan ini bias menggambarkan metode tafsir yang digunakan kalangan syiah secara umum.
  1. Metode Tafsir Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyariyah
Adalah sudah menjadi tradisi di kalangan Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyariyah untuk menyesuaikan ayat-ayat Allah dengan prinsip-prinsip ajaran mereka. Misalnya dengan prinsip imamah. Sehingga, mereka akan berusaha menjadikan al-Qur’an sebagai dalil (justifikasi) bagi klaim-klaim mereka. Adapun metode yang mereka pakai adalah metode takwil[26]. Dan seperti dijelaskan Jalaluddin al-Suyuthi, takwil adalah memindahkan makna ayat dari makna yang dikehendaki oleh ayat tersebut[27]. Atau seperti yang disimpulkan Rosihon Anwar, takwil adalah mengartikan lafadz dengan beberapa alternatif kandungan makna yang bukan makna lahirnya[28]
Salah satunya bisa kita lihat dalam kitab tafsir al-Tibyan al-Jami’ li kulli ‘Ulum al-Qur’an karya Abu Ja’far Muhammad bin al-Hasan bin Ali al-Thusi (selanjutnya disebut Syaikh al-Thusi). Di kalangan Syi’ah, kitab ini merupakan kitab al-Thabari-nya kalangan Sunni. Kitab tafsir ini sekaligus merupakan kitab tafsir lengkap pertama yang muncul di kalangan Syi’ah Itsna ‘Asyariyah. Contohnya seperti ketika menafsirkan Qs. Al-Maidah : 55
$uK¯RÎ) ãNä3ŠÏ9ur ª!$# ¼ã&è!qßuur tûïÏ%©!$#ur (#qãZtB#uä tûïÏ%©!$# tbqßJÉ)ムno4qn=¢Á9$# tbqè?÷sãƒur no4qx.¨9$# öNèdur tbqãèÏ.ºu
” Sesungguhnya penolong kamu hanyalah Allah, Rasul-Nya, dan orang-orang yang beriman, yang mendirikan shalat dan menunaikan zakat, seraya mereka tunduk (kepada Allah) “
Al-Thusi menjadikan ayat tersebut sebagai dasar bagi keimaman Ali kw. sesudah Nabi saw. langsung tanpa terputus. Pengertian wali dalam ayat di atas, menurut al-Thusi, adalah ‘yang lebih berhak’ atau ‘yang lebih utama,’ yaitu Ali. Juga, yang dimaksud wa al-ladzina amanu adalah Ali kw. Maka, ayat ini ditujukan kepada Ali kw[29].Sama halnya dengan al-Thusi, al-Thabrisi, dalam tafsir Majma’ al-Bayan fi Tafsir al-Qur’an, menggunakan ayat di atas untuk mengukuhkan kepemimpinan Ali bin Abi Thalib. Tidak beda dengan pendahulunya, al-Thabrisi juga memaksudkan ayat ini kepada Ali kw[30].
Melihat contoh di atas, tampak bagaimana Syaikh al-Thusi dan al-Thabrisi menggunakan penakwilan untuk menakwilkan kata wali dan wa al-ladzina amanu yang ditujukan kepada Sayyidina Ali kw.
Selain dua mufassir Syi’ah di atas, ada satu lagi mufassir dari kalangan Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyariyah, yaitu Mala Muhsin al-Kasyi. Berbeda dengan metode yang dipakai al-Thusi dan al-Thabrisi, al-Kasyi, dalam tafsirnya al-Shafi fi Tafsir al-Qur’an al-Karim, memakai metode tafsir bi al-ma’tsur. Hal ini terbukti dengan banyaknya beliau menggunakan atsar-atsar. Hanya saja, karena bermaksud memperkukuh pandangan madzhabnya, atsar-atsar yang digunakan kebanyakan riwayat-riwayat yang dinisbatkan kepada Ahl al-Bait[31].
Contoh mengenai pendapat bahwa al-Qur’an diturunkan untuk memberikan pujian kepada Ahl al-Bait serta menyalahkan musuh-musuh mereka. Untuk menerangkan hal ini, al-Kasyi menggunakan riwayat Abu Ja’far: “Apabila engkau mendengar Allah menyebutkan suatu kaum dari umat ini dengan sebutan baik, maka kitalah mereka itu. Dan apabila engkau mendengar Allah menyebutkan suatu kaum dengan sebutan yang jelek daripada umat terdahulu, maka mereka itu adalah musuh-musuh kita”.[32]
  1. Metode Tafsir Syi’ah Imamiyah Isma’iliyah (Bathiniyah)
Tidak jauh berbeda dengan metode penafsiran Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyariyah, Syi’ah Imamiyah Ismailiyah, atau dikenal dengan Syi’ah Bathiniyah, juga menggunakan metode takwil dalam upaya-upaya mereka menafsirkan al-Qur’an. Bedanya, mereka tidak menulis kitab-kitab tersendiri yang menafsirkan ayat-ayat al-Qur’an. Mereka hanya melakukan penafsiran pada kitab-kitab secara terpisah.[33]. Dan perlu diperhatikan, penakwilan mereka terhadap ayat-ayat al-Qur’an terlalu bebas, dalam arti tidak mengenal aturan-aturan takwil, seperti yang kita ketahui dalam ‘Ululum al-Qur’an[34].
Dalam hal penafsiran al-Qur’an, mereka berpendapat bahwa al-Qur’an itu memiliki dua makna, makna lahir dan makna batin. Dan yang dikehendaki oleh golongan Syi’ah ini adalah makna batin. Karena menurut mereka, orang yang mengambil makna lahir al-Qur’an akan mendapatkan siksaan dari hal-hal yang memberatkan dari kandungan kitab suci itu[35]. Karena pendapat mereka bahwa al-Qur’an itu memiliki makna batin, golongan Syi’ah ini biasa disebut kaum Bathiniyah[36].
Contohnya adalah ketika mereka menafsirkan surat al-Hijr ayat 99:
ôç6ôã$#ur y7­/u 4Ó®Lym y7uÏ?ùtƒ ÚúüÉ)uø9$# ÇÒÒÈ
“Dan sembahlah Tuhanmu sampai datang kepadamu yang diyakini (ajal) “
Mereka mengatakan bahwa maksud al-yaqin adalah ma’rifat takwil. Padahal, makna al-yaqin di sini adalah maut. Di lain tempat, kaum Bathiniyah menghalalkan perkawinan dengan saudara-saudara perempuan dan semua muhrim lainnya. Alasan mereka, saudara laki-laki lebih berhak atas saudara perempuan mereka.[37]
Menurut Abu Bakar Aceh, seperti dikutip Rosihon Anwar, penafsiran mereka merupakan cerminan dari keyakinan yang mirip Plato.[38] Mereka percaya bahwa hukuman ibadah seperti shalat, puasa, dan sebagainya hanya perlu buat lapisan rakyat yang bodoh dan awam. Akibatnya, setiap ayat al-Qur’an yang berkaitan dengan taklif, mereka takwilkan dengan mengambil makna batinnya. Mereka menakwilkan wudlu dengan kepemimpinan imam, zakat dengan penyesuaian jiwa melalui pengetahuan  keagamaan, dan sebagainya.
Karena terlalu bebasnya mereka menggunakan takwil, Dr. Mahmud Basuni Faudah sampai berani menyebutkan, bahwa mereka bukanlah termasuk golongan orang Islam, walaupun mereka mengklaim sebagai pengikut Ahl al-Bait[39].
  1. H. Metode Tafsir Babiyah dan Bahaiyah
Kelompok ini termasuk pendahulu kaum Bathiniyah, sehingga masih termasuk ke dalam kelompok Syi’ah Ismailiyyah[40] Nama Babiyah dinisbatkan kepada Mirza ‘Ali Muhammad al-Syirazi. Sedangkan Bahaiyah dinisbatkan kepada Bahaullah, gelar Mirza Husain ‘Ali[41]
Tidak jauh berbeda dengan kaum Bathiniyah, kelompok ini juga menggunakan metode takwil. Contohnya bisa kita lihat ketika menafsirkan surat Yusuf ayat 4.
øŒÎ) tA$s% ß#ßqムÏmÎ/L{ ÏMt/r¯»tƒ ÎoTÎ) àM÷ƒr&u ytnr& uŽ|³tã $Y6x.öqx. }§ôJ¤±9$#ur tyJs)ø9$#ur öNåkçJ÷ƒr&u Í< šúïÏÉf»y ÇÍÈ
“(ingatlah), ketika Yusuf berkata kepada ayahnya: “Wahai ayahku[742], Sesungguhnya aku bermimpi melihat sebelas bintang, matahari dan bulan; kulihat semuanya sujud kepadaku.”
Menurut kelompok Syi’ah Babiyah, yang dimaksud ‘Yusuf’ adalah Rasulullah dan Husain bin ‘Ali. Sedangkan yang dimaksud ‘matahari’ adalah Fatimah, dan ‘bulan’ adalah Muhammad. Adapun yang dimaksud ‘bintang’ adalah para Imam.
Dalam salah satu kitabnya yang terkenal, yaitu kitab al-Aqdas, kita akan mendapatkan sejumlah penakwilan mereka. Surga ditakwilkan sebagai kehidupan ruhaniah, dan neraka adalah kematian ruhaniah. Kehidupan ruhaniah adalah iman kepadanya, sedangkan kematian ruhaniah adalah dusta terhadap dakwahnya.[42]

  1. I. Metode Tafsir Syiah Zaidiyah
Kelompok Syi’ah Zaidiyah adalah pengikut Zaid bin Ali bin Husein bin Ali bin Abi Thalib. Jika dibandingkan dengan kelompok Syi’ah yang lain, kelompok Syi’ah ini lebih moderat dan lebih dekat dengan paham Ahlus Sunnah wal Jama’ah. Dari segi pandangan keagamaan, kaum Zaidiyah banyak dipengaruhi oleh Mu’tazilah, karena memang Imam Zaid pernah bertemu dengan Washil bin ‘Atha,’ pendiri aliran Mu’tazilah[43].
Karena lebih dekat dengan Ahlus Sunnah wal Jama’ah, maka metode penafsirannya pun banyak menggunakan metode tafsir bi al-ma’tsur. Demikian pula, karena banyak dipengaruhi pandangan Mu’tazilah, Syi’ah Zaidiyah juga tidak lepas dari metode tafsir bi al-ra’yi. Bahkan dalam kitab tafsir Fathu al-Qadir, Imam al-Syaukani sampai menyebutkan kitab tafsir al-Qurthubi dan tafsir al-Zamakhsyari sebagai rujukan tafsirnya[44].
Contohnya adalah ketika Imam al-Syaukani menafsirkan surat Ali Imran ayat 169
Ÿwur ¨ûtù|¡øtrB tûïÏ%©!$# (#qè=ÏFè% Îû È@Î6y «!$# $O?ºuqøBr& 4 ö@t/ íä!$uŠômr& yYÏã óOÎgÎn/u tbqè%yöãƒ
” Janganlah kamu mengira bahwa orang-orang yang gugur di jalan Allah itu mati; bahkan mereka itu hidup disisi Tuhannya dengan mendapat rezki “.
Dalam kitab tafsirnya, Imam al-Syaukani mengemukakan, bahwa orang yang mati syahid hidup secara hakiki, bukan secara majazi, dan mereka diberi rizki di sisi Tuhan mereka. Pendapatnya ini, beliau dasarkan kepada pendapat jumhur ulama. Bahkan, berdasarkan hadits Rasulullah saw. beliau mengatakan, bahwa ruh orang yang mati syahid ada dalam rongga perut burung-burung hijau, mereka mendapatkan rizki, dan mereka bersenang-senang[45].
Itulah gambaran metode tafsir beberapa kelompok Syi’ah, baik Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyariyah, Imamiyah Ismailiyyah (Bathiniyah), Babiyah dan Bahaiyah, maupun Syi’ah Zaidiyah. Ada beberapa perbedaan yang penulis lihat dari empat kelompok Syi’ah ini, dalam metode mereka menafsirkan al-Qur’an.
Syi’ah Imamiyah Itsna ‘Asyariyah lebih banyak memakai metode takwil. Di samping itu, mereka juga memakai metode tafsir bi al-ma’tsur. Hal ini dapat dilihat dalam kitab tafsir al-Shafi karya Imam al-Kasyi. Adapun Syi’ah Imamiyah Ismailiyah, atau biasa disebut kaum Bathiniyah, walaupun sama memakai metode takwil, tetapi cenderung arogan dan mengabaikan aturan-aturan takwil dalam khazanah ‘Ulum al-Qur’an. Di samping itu, kelompok Syi’ah ini tidak pernah memiliki satu pun kitab tafsir. Penafsiran mereka tersebar di dalam kitab-kitab karangan ulama mereka, yang tidak mengkhususkan diri sebagai kitab tafsir.
Sementara itu, kaum Babiyah dan Bahaiyah tidak jauh berbeda dengan pendahulu mereka, yaitu Syi’ah Imamiyah Ismailiyah. Kelompok Syi’ah ini juga memakai metode takwil dalam penafsirannya. Takwil yang mereka pakai jauh lebih melenceng lagi dari kaum Bathiniyah. Sampai-sampai Dr. Mahmud Basuni Faudah menyebut mereka sebagai perkumpulan yang ingin menghancurkan Syari’at Islam[46] Sehingga wajar saja jika para ulama Mesir, Irak, dan Iran bersepakat mengkafirkan aliran Syi’ah ini.[47]
Adapun Syi’ah Zaidiyah cenderung lebih moderat. Dari segi ajaran, mereka lebih dekat dengan Ahlus Sunnah wal Jama’ah. Sehingga dalam penafsiran terhadap al-Qur’an, mereka memakai metode tafsir bi al-ma’tsur, yang banyak dipakai kaum Sunni. Pandangan mereka juga tidak jauh berbeda dengan aliran Mu’tazilah. Dan tafsirnya pun banyak memakai metode tafsir bi al-ra’yi, yang banyak dipakai oleh kalangan Mu’tazilah, di samping memakai metode tafsir bi al-ma’tsur.[48]
J. Kekurangan dan Kelebihan Tafsir Syi’ah
Ada satu kelebihan yang bisa kita tiru dari metode tafsir yang digunakan kelompok Syi’ah. Dengan menggunakan metode takwil, kelompok Syi’ah lebih concern kepada makna batin al-Qur’an. Walaupun harus diperhatikan, bahwa banyak takwil mereka yang cenderung arogan. Hal ini berbeda dengan metode tafsir yang berkembang di dunia Sunni, yang cenderung literal dan skriptualis. Sehingga penafsiran al-Qur’an di dunia Sunni kurang memperhatikan weltanschaung al-Qur’an dan aspek batin (esoteris) al-Qur’an, yang merupakan pesan al-Qur’an yang sebenarnya.[49]
Adapun kekurangan tafsir Syi’ah, seperti yang dibicarakan di atas, penggunaan metode takwil mereka cenderung arogan dan tidak mengindahkan aturan-aturan takwil dalam khazanah ‘Ulum al-Qur’an. Takwil yang mereka pakai hanya didasarkan pada kepentingan mereka mencari justifikasi untuk mendukung pandangan madzhabnya. Akibatnya, makna al-Qur’an sering mereka selewengkan demi kepentingan madzhab mereka. Sehingga, alih-alih mereka mencari makna batin al-Qur’an, malah makna al-Qur’an mereka selewengkan begitu jauh.[50]
K. Penutup
Realitas apapun yang terjadi dalam penafsiran al-Qur’an di kalangan Syi’ah, patut kita hargai, bahwa kelompok ini telah memberikan sumbangan yang begitu besar dalam khazanah tafsir al-Qur’an di dunia Islam. Setidaknya, kita bisa mengambil sesuatu yang baik dari mereka untuk kita kembangkan, dalam rangka mencari metode yang sesuai dalam menafsirkan al-Qur’an. Dan adapun ada metode mereka yang tidak sesuai dengan kaidah-kaidah penafsiran yang selama ini kita kenal, bisa kita jadikan cermin, supaya kita tidak terjerumus ke lubang yang sama. Bukankah Rasulullah saw. telah mewasiatkan, khudz ma shafa wa da’ ma kadar, ambillah sesuatu yang baik dan tinggalkanlah sesuatu yang buruk?.



DAFTAR PUSTAKA
Aceh, Abubakar. Perbandingan Madzhab Syi’ah Rasionalisme dalam Islam. Semarang: CV. Ramadhani, 1980
Anwar, Rosihon. Samudera al-Qur’an. Bandung: CV. Pustaka Setia, 2001
Dzahabi, Muhammad Husain al-. al-Tafsir wa al-Mufassirun, Juz I dan Juz II. t.tp: t.p, 1976
Faudah, Mahmud Basuni. Tafsir-tafsir al-Qur’an: Perkenalan dengan Metodologi Tafsir, terj. H. M. Mochtar Zoerni dan Abdul Qodir Hamid. Bandung: Pustaka, 1987
Goldziher, Ignaz. Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. . Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003
Mustaqim, Abdul. Madzahibut Tafsir: Peta Metodologi Penafsiran al-Qur’an Periode Klasik hingga Kontemporer. Yogyakarta: Nun Pustaka, 2003
Shabuni, Muhammad Ali al-. Ikhtisar ‘Ulum al-Qur’an Praktis, terj. Muhammad Qodirun Nur. Jakarta: Pustaka Amani, 2001
Shihab, M. Quraish. Membumikan al-Qur’an. Bandung: Mizan, 1992
Suyuthi, Jalaluddin al-. al-Itqan fi ‘Ulum al-Qur’an, Juz II. Beirut: Dar al-Fikr, 1995

[1] M. Quraish Shihab, Membumikan al-Qur’an (Bandung: Mizan, 1992), hlm. 92 [2] Abdul Mustaqim, Madzahibut Tafsir: Peta Metodologi Penafsiran al-Qur’an Periode Klasik hingga Kontemporer (Yogyakarta: Nun Pustaka, 2003), hlm. 81-87
[3] Ibid.
[4] Muhammad Husain al-Dzahabi, al-Tafsir wa al-Mufassirun, Juz I (t.tp: t.p, 1976), hlm. 15
[5] Drs. Rosihon Anwar, M. Ag., Samudera al-Qur’an (Bandung: CV. Pustaka Setia, 2001), hlm. 222. Pendapat ini dikutip dari Hamid Dabashi, “Shi’i Islam, Modern Shi’i Thought,” dalam John L. Esposito (Ed.), The Oxford Encyclopedia of the Modern Islamic World, Jilid IV (Oxford: Oxford University Press, 1995), hlm. 55
[6] Muhammad Husain al-Dzahabi, al-Tafsir wa al-Mufassirun, Juz II (t.tp: t.p, 1976), hlm. 3
[7] Muhammad Ali al-Shabuni, Ikhtisar ‘Ulum al-Qur’an Praktis, terj. Muhammad Qodirun Nur (Jakarta: Pustaka Amani, 2001), hlm. 298-299
[8] Muhammad Husain al-Dzahabi, al-Tafsir Wa al-Mufassirun, Juz II, hlm. 218
[9] Ibid.
[10] Ignaz Goldziher, Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. (Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003), hlm. 314
[11] Ibid.
[12] Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera al-Qur’an, hlm. 249
[13] Ibid.
[14] Ibid.
[15] Ibid., hlm. 250
[16] Prof. Dr. Abubakar Aceh, Perbandingan Madzhab Syi’ah Rasionalisme dalam Islam (Semarang: CV. Ramadhani, 1980), hlm. 155
[17] Ibid
[18] Ibid., hlm. 156-158
[19] Ignaz Goldziher, Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. (Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003) hlm. 335-336
[20] Muhammad Husain al-Dzahabi, al-Tafsir Wa al-Mufassirun, Juz II, hlm. 3-299
[21] Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera Al-Qur’an, hlm. 218
[22] Tapi harus dibedakan antara tafsir Syi’ah dengan tafsir Sufi. Karena tafsir Sufi pun menekankan pada aspek batin al-Qur’an, seperti pada tafsir Syi’ah. Lihat Abdul Mustaqim, Madzahibut………, hlm. 85. Di sini, Abdul Mustaqim menyebutkan, bahwa kalangan Sufi memakai metode penakwilan ayat-ayat al-Qur’an yang berbeda dengan makna lahirnya. Lihat juga Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera………, hlm. 208. Rosihon menyebutnya dengan istilah pendekatan tafsir esoterisme-sentris. Penulis memandang, yang membedakan penakwilan yang dilakukan kalangan Syi’ah dengan kalangan Sufi adalah pada adanya petunjuk khusus. Kalangan Sufi, dalam melakukan takwil, selalu melihat petunjuk khusus atau ilham. Beda dengan kalangan Syi’ah, yang cenderung arogan dan serampangan dalam menggunakan metode takwil.
[23] Ibid., hlm. 222
[24] Ibid., hlm. 210
[25] Muhammad Husain al-Dzahabi, al-Tafsir wa al-Fufassirun, Juz II, hlm. 5-10
[26] Dr. Mahmud Basuni Faudah, Tafsir-tafsir al-Qur’an: Perkenalan dengan Metodologi Tafsir, terj. H. M. Mochtar Zoerni dan Abdul Qodir Hamid (Bandung: Pustaka, 1987), hlm. 135-136. Lihat juga Muhammad Husain al-Dzahabi, al-Tafsir wa al-Mufassirun, Juz II, hlm. 23
[27] Jalaluddin al-Suyuthi, al-Itqan fi ‘Ulum al-Qur’an, Juz II (Beirut: Dar al-Fikr, 1951), hlm. 173
[28] Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera Al-Qur’an, hlm. 242
[29] Dr. Mahmud Basuni Faudah, Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. (Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003), hlm. 155-160
[30] Ibid. , hlm. 180-182
[31] Ibid., hlm. 207
[32] Ibid., hlm. 211
[33] Ibid., hlm. 220. Lihat Juga Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera Al-Qur’an, hlm. 204
[34] Ibid. , hlm. 205
[35] Dr. Mahmud Basuni Faudah, Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. (Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003), hlm. 221
[36] Ibid., hlm. 216
[37] Ibid., hlm. 222
[38] Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera Al-Qur’an, hlm. 205
[39] Dr. Mahmud Basuni Faudah, Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. (Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003), hlm. 224
[40] Rosihon Anwar membagi kelompok Syi’ah Ismailiyyah ke dalam dua kelompok, yaitu periode awal (kelompok Bathiniyyah) dan periode akhir (kelompok Babiyah dan Bahaiyah). Lihat Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera………, hlm. 204-206
[41] Dr. Mahmud Basuni Faudah, Mazhab Tafsir: dari Aliran Klasik hingga Modern, terj. M. Alaika Salamullah, dkk. (Yogyakarta: eLSAQ Press, 2003), hlm. 224
[42] Ibid., hlm. 229-230
[43] Ibid., hlm. 234-238
[44] Ibid., hlm. 240
[45] Ibid., hlm.241
[46] Ibid., hlm. 241
[47] Ibid., hlm. 228
[48] Ibid, hlm. 234
[49] Drs. Rosihon Anwar, M. Ag. , Samudera Al-Qur’an, hlm.209
[50] Ibid, hlm. 210